نازيون جدد على أبواب إسبانيا – خطر DTN يتصاعد

  • بتاريخ : أغسطس 14, 2025 - 1:35 م
  • الزيارات : 33
  • بقلم: مريم مستور:

    _في قلب بلدة توري باتشكو الهادئة بإقليم مورسيا، كاد مشهد عنيف أن ينفجر قبل شهر، بعد أن أطلقت مجموعة نازية جديدة تُدعى DTN (Deport Them Now – رحّلوهم الآن) دعوات علنية عبر قنواتها على تيليغرام لـ”صيد المهاجرين” في الشوارع.
    البيان التحريضي دعا منظمات مناهضة للهجرة، وروابط مشجعي كرة القدم المتطرفين، وجمعيات مسيحية، وحتى السكان المحليين، إلى النزول إلى الميدان وتسيير دوريات في البلدة.

    لكن المفارقة أن زعيمهم، الكتالوني كريستيان لوبيانييث، لم يحضر، وهو اليوم خلف القضبان بتهمة التحريض على الكراهية، فيما تواصل الشرطة الوطنية تحقيقاتها في واحدة من أخطر الشبكات العنصرية النشطة في البلاد.

    _وثّقت الشرطة بداية نشاط DTN في إسبانيا في يناير 2025، عندما ظهر حساب على إنستغرام يروّج لفكرة “إعادة الهجرة” التي ابتكرها الحزب النازي الجديد “البديل من أجل ألمانيا” للدعوة إلى الترحيل الفوري للمهاجرين غير النظاميين.
    لكن نشاطهم لم يبقَ رقميًا طويلًا. أول ظهور ميداني كان في كتالونيا، حين لصق أعضاؤهم شعاراتهم على سفينة منظمة Open Arms الإنسانية في ميناء برشلونة. وبعدها بأسابيع، نفذوا كتابات جدارية عنصرية وتهديدات بالقتل أمام معهد في ماتارو، مستغلين حادثة اعتداء على فتى مغربي لتأجيج خطاب الكراهية.

    لاحقًا، شاركوا في مظاهرات نظمها حزب فوكس في تيراسا وماتارو، حاملين لافتات خاصة بهم، وموجهين سهامهم ضد المهاجرين المغاربة تحديدًا.
    وفي 17 مايو 2025، ظهروا في مؤتمر نازي دولي بمدينة ميلانو الإيطالية تحت شعار “Resum25″، في خطوة تعكس طموحهم لبناء شبكة أوروبية عابرة للحدود.

    _خطاب DTN يرتكز على ربط المهاجرين غير النظاميين بالجريمة، وخاصة الجرائم الجنسية، مع استهداف خاص للمسلمين والمغاربة. هدفهم المعلن هو خلق “صدام حضاري” بين الكاثوليكية والإسلام، مستخدمين رموز اليمين المتطرف مثل “الشمس السوداء” و”الصليب السلتي”، ومحرضين علنًا على العنف.

    الأخطر من ذلك هو الشخصيات التي يعتبرونها قدوة: أندرس بريفيك، منفذ مجزرة النرويج 2011.
    بايتون جيندرون، قاتل 10 أمريكيين من أصل إفريقي في 2022.
    وكايل ريتنهاوس، الذي قتل متظاهرين في 2020 وأُعلن لاحقًا براءته.
    هذه النماذج الدموية تكشف طبيعة المشروع العنيف الذي يسعون لاستنساخه.

    ففي مؤتمر ميلانو، أعلنوا بوضوح ما يطمحون إليه: ترحيل فوري للمهاجرين غير الشرعيين، وتمكين الجيوش الأوروبية من حماية الحدود “دون خوف” مما يسمونه “غزوًا مستمرًا”. ويزعمون أن المهاجرين “لا يريدون الاندماج” بل يسعون إلى فرض معتقداتهم ونماذجهم الاجتماعية على أوروبا.

    هذا التحقيق يكشف أن DTN ليست مجرد مجموعة متطرفة على الإنترنت، بل نواة تنظيم عنيف عابر للحدود، يملك خطابًا جاهزًا وأدوات تحريض ميدانية، ويستمد شرعيته من رموز الإرهاب العنصري العالمي. الخطر لم يعد بعيدًا عن الشوارع الإسبانية، بل هو الآن على الأبواب.