مذاقات مغربية تعبر الحدود، قصة حضور استثناءي في رفال 2025.

  • بتاريخ : نوفمبر 12, 2025 - 11:03 ص
  • الزيارات : 199
  • بقلم: مريم مستور:

    بمناسبة انطلاق مهرجانRaval الثقافي لعام 2025 في برشلونة، حضرت جمعية النساء المغربيات بكاتالونيا بقوة في اليومين الأولين من الفعاليات من خلال مشاركة تذوّقية جسدت غنى المطبخ المغربي وحضوره المتجذر في ذاكرة سكان الحي وزواره.

    في اليوم الأول، قدّمت الجمعية طبق البيصارة، الذي اختارته السيدة فوزية الشاتي باعتباره “شربة الشتاء” الأصيلة التي تحمل دفء البيت المغربي. أما اليوم الثاني فكان موعد الجمهور مع الكسكس المغربي، الذي حضّر خصيصاً لفائدة جميع الحاضرين، وبالأخص الشباب العزاب الذين يعيشون بعيداً عن أهلهم ويبحثون عن لقمة تحمل شيئاً من الحنان البيتي المفقود.

    الطوابير أمام الجناح المغربي كانت مشهداً واضحاً على محبة الناس للمذاقات المغربية. الإسبان والعرب وزوار من جنسيات مختلفة كانوا يتهافتون لتجربة الأطباق، بعضهم لأول مرة، وبعضهم عائداً إليها بعدما تعلق بها في زيارات سابقة.

    ومن بين اللحظات التي ظلت راسخة خلال تقديم الكسكس، حوار لطيف دار بين إحدى المتطوعات وزائر قال لها بثقة إن “هذه الوجبة نتقنها نحن أيضاً”. المتطوعة ابتسمت وردّت بدفء مغربي مألوف: “ممكن طبعاً، لكن الكسكس يبقى أكلة مغربية عالمية، وإن أتقنتموها فهذا لا يعني أنها تنتسب إليكم”. كان جوابها ذكياً ولطيفاً، يعكس تلك القدرة الهادئة على الدفاع عن التراث دون أي توتر، بل بروح إيجابية تحفظ الود وتؤكد الهوية في الوقت نفسه.

    بهذه المشاركة، لم تقدّم جمعية النساء المغربيات مجرد أطباق، بل قدّمت جسراً صغيراً يربط بين الثقافات، ويذكّر بأن المطبخ يمكن أن يكون واجهة جميلة لتعريف العالم بالهوية المغربية. إنه حضور يثبت، مرة بعد أخرى، أن للنكهة قدرة على جمع الناس أكثر مما تفرّقهم، وأن مهرجان رافال يجد في المغربيات دائماً إضافة محببة وضرورية.