دبلوماسية ذكية وانفتاح غير مسبوق: نموذج جديد في إدارة علاقة القنصلية المغربية بالجالية ببرشلونة

  • بتاريخ : نوفمبر 19, 2025 - 12:05 م
  • الزيارات : 135
  • بقلم: مريم مستور:

    نظّمت القنصلية العامة للمملكة المغربية ببرشلونة، يوم السبت 16 نونبر، احتفالًا وطنيًا مميزًا بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، تزامنًا مع صدور القرار التاريخي لمجلس الأمن الداعم لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. وقد شكّل هذا الحدث محطة دبلوماسية نوعية عكست رؤية متجددة في أسلوب عمل القنصلية وتعاملها مع الجالية المغربية المقيمة بكاتالونيا.

    ترأست الاحتفال السيدة نزهة الطهار، القنصل العام وأول امرأة تتولى هذا المنصب ببرشلونة، حيث حرصت على استقبال الضيوف بروح منفتحة تعكس إرادة حقيقية في ترسيخ علاقة مبنية على الإصغاء والتواصل الفعّال مع مختلف فئات الجالية. وقد سجّل الحضور الكبير لهذا الحدث سابقة في تاريخ اللقاءات القنصلية، سواء من حيث التنوع أو حجم المشاركة.

    استُهِلّ الحفل بتحية العلم الإسباني تقديرًا للدولة المضيفة، تلتها تحية العلم الوطني في أجواء مهيبة، ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت مغربي أصيل. وفي كلمتها الرسمية، أبرزت السيدة القنصل البعد التاريخي للمسيرة الخضراء باعتبارها نموذجًا فريدًا في المقاومة السلمية واسترجاع الحقوق، مؤكدة أن الصبر والنضال المستمر للشعب المغربي، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، تُوّج بالقرار الأممي الأخير الذي عزّز مشروع المملكة في تثبيت وحدتها الترابية.

    كما ذكّرت بأهمية عيد الاستقلال الذي يخلده المغاربة في 18 نونبر، باعتباره محطة مفصلية أنهت عهد الاستعمار وأرست أسس بناء الدولة الحديثة، مؤكدة ضرورة ترسيخ هذه القيم لدى أبناء الجالية. وخُصص جزء من الكلمة للترحم على باني المسيرة الخضراء المغفور له الحسن الثاني، وعلى أرواح الشهداء، والدعاء بالنصر والتمكين لجلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن وسائر الأسرة الملكية الشريفة.

    وعلى مستوى الإعداد والتنظيم، قدّمت القنصلية نموذجًا احترافيًا في تحويل فضاءاتها إلى قاعة احتفال راقية بتصميم مدروس يجمع بين الجمالية والدقة. وقد أثار الإعجاب تحويل القاعة الرئيسية إلى فضاء رسمي يضاهي كبرى القاعات، مع إبراز اللمسة المغربية في الضيافة عبر تقديم غداء تقليدي راقٍ جسّد أصالة المطبخ المغربي وكرم الضيافة.

    هذا الاحتفال لم يكن مجرد مناسبة وطنية، بل رسالة واضحة بأن القنصلية المغربية ببرشلونة تعتمد مقاربة دبلوماسية جديدة قوامها الانفتاح، والتواصل المباشر، وتعزيز ثقة الجالية في مؤسسات بلدها. إنها دبلوماسية حضور وفعالية واستباق، تعمل على توحيد الصفوف، وتقوية الارتباط بالوطن الأم من خلال مبادرات عملية تتجاوز الشكل إلى الجوهر.