بوصوف: مجلس الأمن يقر بالحق التاريخي للمغرب

  • بتاريخ : نوفمبر 3, 2025 - 9:40 م
  • الزيارات : 298
  • رحب عبد الله بوصوف، أمين عام مجلس الجالية المغربية بالخارج، بالقرار الأممي الصادر عن مجلس الأمن في 31 أكتوبر، معتبراً إياه منعطفاً تاريخياً يعزز حق المغرب السيادي على أقاليمه الجنوبية. وأكد بوصوف أن هذا القرار ما هو إلا تأكيد لواقع تاريخي متجذر، حيث مارست المملكة المغربية سيادتها على الصحراء عبر التاريخ والواقع، مشيراً إلى أن محكمة العدل الدولية في سنة 1975 قد أقرت بروابط روحية تجمع سكان الصحراء بسلاطين المغرب، رغم زاوية النظر القانونية الغربية التي لم تُقر بالسيادة الكاملة في تلك المرحلة.

    وأوضح بوصوف أن هذا التصويت الأممي جاء تتويجاً لنضالات وصمود المغاربة ملكاً وشعباً لمدة تجاوزت نصف قرن، في سبيل تثبيت وحدة التراب الوطني ودحر كل الأطروحات الانفصالية. وأضاف أن فرحة المغاربة بالقرار لم تقتصر على الداخل فقط، بل شملت أفراد الجالية المغربية عبر العالم، الذين عبروا عن اعتزازهم ومساندتهم واستعدادهم للمساهمة في بناء مستقبل مشترك أساسه التنمية والازدهار بالجهات الجنوبية.

    وأشار بوصوف إلى أن الجالية المغربية المنتشرة في أكثر من خمسين بلداً يشكلون جسراً للتقارب والحوار، ولهم دور محوري في رأب الصدع ونزع فتيل الصراعات، انطلاقاً من روابط أخوية وثقافية ودينية تربطهم بإخوانهم الصحراويين وجيرانهم الجزائريين، كما دعا إلى تغليب العقل والسعي لبناء مصير مشترك لمنطقة المغرب العربي.

    ولم يُغفل بوصوف الإشادة بالدور الكبير للجالية المغربية في جذب الاستثمارات وتنمية الجهات الجنوبية، مؤكداً أنها تمثل خزاناً هائلاً من الكفاءات العليا والخبرات في مجالات الاستثمار والتكنولوجيا واقتصاد المعرفة، ومقدرتهم على استقطاب الشركات الكبرى للإسهام في تنمية المناطق الصحراوية بشكل خاص والمملكة بشكل عام.

    كما شدد أمين عام مجلس الجالية على أهمية التلاحم بين العرش والشعب كضمانة قوية لحماية حقوق المغرب وبناء مجتمع مزدهر له مكانة دولية مرموقة. وأشار إلى أن هذا المكسب السياسي يأتي تتويجاً لمسار إصلاحي قاده الملك محمد السادس منذ توليه العرش قبل 26 سنة، شمل ملفات الإنصاف والمصالحة وقضايا المرأة والبنية التحتية وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع القوى الدولية الكبرى.

    وفي قراءة تاريخية للملف، أوضح بوصوف أن محكمة العدل الدولية نظرَت للبيعة المغربية من منظور غربي قانوني يعتبر السيادة مرتبطة بالحدود والإدارة المطلقة، بينما البيعة التي تجمع المغاربة بسلاطينهم تتعدى المفهوم الأوروبي للولاء والسيادة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الروابط الروحية والثقافية والمجتمعية شكلت أساساً متيناً لوحدة التراب المغربي عبر العصور.

    وختم بوصوف حديثه بالتأكيد أن القرار الأممي الأخير خطوة صحيحة في اتجاه إحقاق الحق وإنصاف المغرب، معتبراً مقولة الملك الراحل الحسن الثاني: “المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها”، ومقولة الملك محمد السادس حول عدم التفريط في أي حبة رمل من الصحراء، تلخصان روح الصمود الوطني الذي تحقق اليوم باعتراف المجتمع الدولي، وبدفع قوى الجالية المغربية التي تبقى رافعة استراتيجية لنمو وازدهار الوطن.