المسؤولية المشتركة في صنع الواقع

  • بتاريخ : سبتمبر 5, 2025 - 11:49 م
  • الزيارات : 355
  • نجية زراعلي :

    إلى كل امرأة ورجل، إلى كل شاب وشابة، إلى كل راشد عاقل من هذا البلد العظيم بتاريخه المشرف.
    سأبدي رأيي الخاص والذي لايلزم غيري طبعا، مجرد عرض لقناعاتي الشخصية وملاحظاتي لبعض الظواهر الاجتماعية التي غيرت ملامح الواقع في وطني.
    لاحظت أن المغرب سار في ازدهار وتطور فائق السرعة يواكبه تراجع وانحذار أخلاقي خطير، وانعدام الوعي وتحمل المسؤولية في صفوف شريحة عريضة لا يستهان بعدد منخرطيها مما أدى إلى وضع اجتماعي مثير للجدل ، تحوم حوله استنكارات وانتقادات صارخة له، وإذا فكرنا مليا وتأملنا قليلا في مسبباته وما وصلنا له من تداعيات ، نجد أننا القاعدة التي يرتكز عليها والدعائم الرئيسية التي بني عليها هذا الواقع.
    الجميع ينتقد السياسة المتبعة من طرف مسؤولين وجهات صادرة لقرارات تخص الشأن العام ويفترض أن تصب دائما في مصلحة الوطن والمواطنين. هنا نطرح السؤال الأساسي البارز: ألست من اختار ذاك المسؤول لتمثيلك وبطريقة ديمقراطية حرة ؟.. لاتبدأ بقول أنها لم تكن الشفافية وما شابه ذلك من المبررات الواهية حتى ولو كانت حقيقة فأنت من ساهم وساعد على ذلك وقتها ربما لغاية في نفس يعقوب. ولننتقل لما بعد عندما بدأ العمل ولوحظ عدم الالتزام بما تنص عليه العهود والمواثيق وبدأت التجاوزات لم لم تحرك ساكنا ولم تفعل حقك في الدفاع عن مصالحك وحقوقك وفضلت التواري عن الانظار والتراجع للوراء في انتظار من ينوب عنك في ذلك لتسقط فيما يسمى بالانتهازية والتي لا تقل خطورتها ولا يقل ضررها عن تجاوزات المسؤول ، فهو يبقى بشر مثلك يصيب ويخطئ فإن وجد عند الخطأ من يلفت نظره ويرشده للصواب في وقته تراجع عنه وأصلحه إما عن طيب خاطر أو رغما عنه، أما إن صادق عليه الجميع أو سكتوا وذاك أيضا اعترافا ضمنيا وموافقة لتمريره فيصير صوابا وواقعا متقبلا. وهكذا يستمر على هذا المنوال إلى ان تتراكم وتتفاقم وتنفجر بوضع كارثي حيث تصبح كمن استيقظ متأخرا جدا وبدأ بالصياح ولا أحد يسمعه فالصياح يكون فجرا مع الهدوء وبداية الصباح.
    **كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته**
    فإن أردنا حقا الاصلاح والتغيير فلننطلق من النواة الأولى لبناء المجتمع والتي هي الأسرة وليلتزم كل منا بإصلاح رعيته ومؤسسته أولا. فإذا كان الوالدان قد تخليا عن مسؤوليتهما الأساسية في التربية بزرع بذور صالحة في هذا المجتمع بحيث أصبحا يلقيان بذلك على المدرسة والشارع منتقدين منظومة الدراسة والتعليم. وفي هذا الشق أيضا سأطرح سؤالا آخر: لماذا أقيمت وأسست جمعية آباء وأولياء التلاميذ؟؟ أليس للمشاركة ومراقبة سير المنظومة، فمن لم يقم بدوره فلا يحق له لوم غيره، وقس ذالك على كل مجالات الحياة الاجتماعية.