بتاريخ : أغسطس 20, 2025 - 11:13 ص
الزيارات : 96
بقلم: مريم مستور :
يحتفل الشعب المغربي يوم 20 غشت من كل سنة بذكرى خالدة وعزيزة على قلوب المغاربة، ألا وهي ثورة الملك والشعب، التي تُجسد أسمى صور التلاحم بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي في مواجهة الاستعمار الفرنسي. إنها ليست مجرد محطة تاريخية، بل مدرسة وطنية في التضحية والوفاء والارتباط بالوطن والملك.
_اندلعت شرارة الثورة يوم 20 غشت 1953 حينما أقدمت سلطات الحماية الفرنسية على نفي السلطان محمد الخامس، رمز وحدة الأمة، رفقة أسرته الشريفة إلى جزيرة كورسيكا أولاً، ثم إلى مدغشقر في محاولة يائسة لإخماد الروح الوطنية وإذلال الشعب المغربي. لكن النفي كان الشرارة التي أطلقت واحدة من أعظم الثورات الشعبية في العالم العربي والإسلامي.
_كان ردّ الشعب المغربي حازمًا؛ فقد خرجت مظاهرات عارمة في مختلف المدن والقرى، معلنة رفضها القاطع للمس بالشرعية الوطنية. شهدت المدن المغربية مواجهات دامية مع قوات الاحتلال، فسقط مئات الشهداء والجرحى، في حين برزت المقاومة المسلحة في مناطق عدة مثل:
معركة الدار البيضاء (1953) حيث انتفض السكان في وجه قوات الاحتلال.
معركة البونعماني والعديد من العمليات الفدائية التي استهدفت رموز الاستعمار.
استشهاد أبطال كُثر، ليُكتب تاريخ المغرب بمداد من الدماء الزكية.
بعد سنتين من الكفاح المرير، اضطرت فرنسا تحت ضغط المقاومة الشعبية والمواقف الدولية إلى التراجع عن قرارها. وهكذا عاد جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه من منفاه في 16 نونبر 1955 إلى أرض الوطن مرفوع الرأس، ليعلن بداية مسار الاستقلال الذي تحقق رسمياً في 2 مارس 1956.
إن تخليد ذكرى ثورة الملك والشعب ليس مجرد وقوف عند الماضي، بل هو استلهام للدروس والعبر:
درس في الوحدة الوطنية بين العرش والشعب.
درس في التضحية والفداء من أجل الحرية.
درس في المقاومة والصمود في وجه كل أشكال الاستعمار والهيمنة.
لتبقى ثورة الملك والشعب يومًا خالدًا في الذاكرة الوطنية، وعنوانًا لوطنية صادقة ستظل الأجيال المغربية تستلهم منها قيم التضحية وحب الوطن والوفاء للعرش العلوي المجيد.
إرسال تعليق