الجالية الإسلامية تدرس مقاضاة حزبي الشعب و”فوكس” بسبب المساس بحرية المعتقد في خومييا

  • بتاريخ : أغسطس 9, 2025 - 3:16 م
  • الزيارات : 219
  • بقلم: مريم مستور :

    في قلب إقليم مورسيا، وتحديدًا في مدينة خومييا، تتكشف قصة جديدة من قصص الإقصاء الممنهج، حيث قررت الأغلبية في المجلس البلدي، بقيادة حزب الشعب (PP) وبدعم من حزب فوكس (Vox)، حظر الاحتفالات الإسلامية، وفي مقدمتها فعاليات شهر رمضان، من الفضاء العام.

    هذا القرار، الذي وصفه اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا (UCIDE) بـ”العمل التمييزي الصارخ”، لا يهدد فقط حرية المعتقد التي يكفلها المادة 16 من الدستور الإسباني، بل يكشف أيضًا عن تحوّل خطير في الخطاب السياسي الإسباني: من إدارة التنوع، إلى صناعة الانقسام.

    ما جرى في خومييا ليس حادثًا معزولًا. قبل أسابيع فقط، شهدت المنطقة نفسها حادثة مطاردة المهاجرين في توري-باتشيكو، في مشهد يعكس كيف تسللت الإسلاموفوبيا من الخطاب الهامشي إلى قلب القرارات المؤسسية.

    محمد الغيدوني، الأمين العام لـ UCIDE، يلخص المأساة بقوله:

    > “يسمحون لاحتفالات عيد الفصح المسيحي باستخدام الساحات العامة، بينما يمنعون رمضان. هذه المساحات يمولها جميع المواطنين، والمسلمون جزء منهم. الرسالة واضحة: هناك مواطنون من درجة أولى وآخرون من درجة ثانية”.

    حزب فوكس لم يخفِ يومًا أجندته المعادية للمسلمين، لكن المقلق هنا هو انخراط حزب الشعب، الحزب الذي شارك في صياغة الدستور وفي توقيع اتفاقيات التعاون لعام 1992 مع اللجنة الإسلامية، والتي اعترفت بحقوق واضحة للمسلمين.
    اليوم، نفس الحزب يسير في اتجاه معاكس، متبنيًا – أو على الأقل متسامحًا مع – خطاب يعتبر المسلمين تهديدًا بدل أن يراهم جزءًا من النسيج الوطني.

    عندما تتحول الديمقراطية إلى أداة لتبرير الإقصاء، فإننا ندخل مرحلة خطيرة. فحرية المعتقد ليست “هبة” تمنحها الأغلبية، بل هي حق دستوري غير قابل للتفاوض.
    قرارات كهذه لا تضر فقط بالمجتمع المسلم، بل تمزق أسس التعايش الذي يفترض أن يقوم عليه المجتمع الإسباني.

    ما يحدث في خومييا هو اختبار حقيقي لمدى صلابة القيم الديمقراطية في إسبانيا. إذا مرّ هذا القرار مرور الكرام، فإن الباب سيفتح أمام سلسلة من القيود التي قد تطال أي أقلية أخرى، دينية كانت أو ثقافية.
    المعركة هنا ليست معركة المسلمين وحدهم، بل معركة كل من يؤمن أن الحرية والمساواة ليست شعارات انتخابية، بل مبادئ يجب الدفاع عنها في مواجهة أي سلطة تسعى لتقويضها.