عيد العرش في قلب الأندلس: احتفاء بالعرش العلوي وتكريس للعلاقات المغربية الإسبانية بقيادة نسائية رائدة

  • بتاريخ : أغسطس 4, 2025 - 12:07 م
  • الزيارات : 372
  • مريم مستور:

    في أجواء يسودها الفخر والاعتزاز، شهدت مدينة روكيتاس دي مار (Roquetas de Mar) بمحافظة ألميريا الإسبانية حدثًا استثنائيًا بمناسبة عيد العرش المجيد، الذي يخلّد الذكرى السادسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه المنعمين.
    كان الحدث هذا العام مختلفًا بكل المقاييس، ليس فقط من حيث الحضور الرسمي الرفيع، بل أيضًا من حيث رمزية التنظيم والرسائل التي حملها.

    لأول مرة في تاريخ ألميريا، حضر الاحتفال بعيد العرش مسؤوليين سياسيين وديبلوماسسين من مختلف المدن والجهات الإسبانية، وهو ما يعكس الجهود البارزة للسيدة سمية الفاتحي، القنصل العام للمملكة المغربية بألميريا ،غرناطة، التي تعتبر أول امرأة مغربية تشغل هذا المنصب في هذه المنطقة.
    بحكمة واقتدار، استطاعت أن تجعل من المناسبة محطة دبلوماسية راقية للحوار والتقارب وتعزيز جسور الصداقة بين المغرب وإسبانيا.

    من بين الشخصيات البارزة التي شاركت في الاحتفال، نذكر:

    السيد نائب مندوب الحكومة المركزية في ألميريا

    السيدة مندوبة حكومة جهة الأندلس في ألميريا

    عمدة بلدية روكيتاس دي مار

    عمدة بلدية أدرا

    رئيسة السلطة المينائية في ألميريا

    رئيس السلطة المينائية في موتريل

    رئيس مفوضية الشرطة الوطنية في ألميريا

    العقيد المكلف بقيادة الحرس المدني بألميريا

    رئيس الشرطة المحلية في ألميريا

    رئيس الشرطة المحلية في غرناطة

    مستشارة الرئاسة ببلدية ألميريا

    مستشارة الامن المدني ببلدية بألميريا

    قائد الفيلق العسكري الاسباني

    رئيس غرفة التجارة في ألميريا

    مدير السجن المحلي بألميريا

    كان الحضور الوازن لهؤلاء المسؤولين الإسبان تعبيرًا واضحًا عن عمق العلاقات التي تربط المغرب بإسبانيا، وعن تقديرهم الكبير للدور الذي تضطلع به الجالية المغربية في المنطقة، وللدينامية التي أطلقتها القنصلية العامة بقيادة السيدة الفاتحي.

    الاحتفال، الذي احتضنه مطعم “El Bribón” في ميناء Aguadulce، لم يكن مناسبة بروتوكولية فحسب، بل تجلى فيه الإشعاع الثقافي المغربي بأبهى صوره. من الرقصات والأهازيج التقليدية المغربية، إلى المأكولات الأصيلة والعروض الفنية المتنوعة، شعر الضيوف أنهم يعيشون لحظة مغربية بامتياز.

    وشهد الحفل عرضًا وثائقيًا مؤثرًا يُثمن المسيرة التنموية للمملكة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، حيث تم التوقف عند أهم منجزاته داخليًا وخارجيًا، بما في ذلك الإصلاحات الكبرى، والدور المحوري للمغرب في القارة الإفريقية، وعلاقاته النموذجية مع دول الجوار.

    اللحظة الأكثر تأثرًا كانت عندما ألقت السيدة سمية الفاتحي كلمتها أمام الحضور، حيث عبرت عن شكرها العميق للمسؤولين الإسبان على مشاركتهم المتميزة في هذه المناسبة الوطنية، مؤكدة على الروابط التاريخية المتينة التي تجمع البلدين الجارين. كما أبرزت القنصل العام تطلعات المغرب المستقبلية، وخصوصًا المشروع المشترك لتنظيم كأس العالم 2030 الى جانب البرتغال، معتبرة أن هذا الحدث الكروي العالمي “رمز للفهم العميق بين شعوبنا، وقدرتنا على بناء جسور بين الثقافات والقارات”.

    هذا الاحتفال لم يكن مجرد حدث محلي، بل حمل في طياته دلالات عميقة حول موقع المغرب في علاقاته الدولية، وقدرته على ترسيخ ثقافة التعايش والانفتاح، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. كما عكس الدور المتصاعد للمرأة المغربية في مواقع المسؤولية الدبلوماسية، من خلال النموذج المشرف الذي تمثله السيدة سمية الفاتحي في ألميريا،غرناطة.