رايمون سولا في ضيافة ابن رشد: السعادة قرار يومي …،وليس حلم مؤجل

  • بتاريخ : نوفمبر 17, 2025 - 10:43 م
  • الزيارات : 151
  • بقلم: مريم مستور: 

    _في إطار أنشطتها الثقافية الهادفة إلى تعزيز الحوار وتبادل الخبرات الإنسانية، نظّمت جمعية ابن رشد لتبادل الثقافات ندوة فكرية للكاتب الإسباني رايمون سولا، تحت عنوان: “كيف تكون سعيدًا كل يوم”.
    وقد قدّمت الأمسية رئيسة الجمعية السيدة نجاة بنصار، بمشاركة كل من السيد طارق قصطالي والسيد عبد الحق مرصو.

    اللقاء الذي حظي بحضور متنوع، تحوّل سريعًا من مجرد عرض فكري إلى مساحة حوار عميق، إذ انفتح النقاش بين المؤلف والجمهور على أسئلة الوجود والحياة، وعلى التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تجعل الفرد أكثر بحثًا عن السعادة الداخلية.

    ولد رايمون سولا في برشلونة في 7 مارس 1964، وتخرّج سنة 1989 بشهادة في التربية البدنية وعلوم الرياضة. غير أن المنعطف الأبرز في حياته كان سنة 2003، حين عاش خسارة مؤلمة غيّرت مسار تفكيره، وجعلته يتوقف ليسأل نفسه:
    ما المعنى الحقيقي للحياة؟

    منذ ذلك الحين، تفرغ سولا لشغفه الحقيقي: فهم الذات، واكتشاف جوهر الوجود، ومساعدة الآخرين على أن يصبحوا أفضل نسخة من أنفسهم. فتحوّل إلى مؤلّف ومحاضر في مدارس ومعاهد مختلفة، يقدّم رؤيته حول كيفية بناء إنسان متوازن وسعيد.

    فالسعادة… موقف داخلي لا هدف خارجي

    لقد شدّد الكاتب خلال الندوة على أن السعادة ليست حدثًا ينتظره الإنسان، ولا هدفًا بعيد المنال، بل موقف داخلي يُتخذ يوميًا. فالإنسان – بحسب سولا – قادر على إعادة تشكيل حياته إذا ما امتلك نظرة إيجابية ووعياً باللحظة.

    وقد لخّص المؤلف فلسفته في خمسة أسرار للسعادة والنجاح:

    1. العيش في الحاضر
    2. الروح الإيجابية والمواقف الإيجابية
    3. الإرادة
    4. الحب والمحبة
    5. الثقة… وهي السرّ الأهمّ في نظره

    تميّز اللقاء بتواضع الكاتب وقربه من الحاضرين، إذ تحدّث بصراحة عن الأيام الصعبة التي مرّ بها، وعن اللحظات التي قد تجعل المرء يفقد الرغبة في الاستمرار. هذا الصدق الإنساني دفع الكثير من الحضور إلى فتح قلوبهم ومشاركة تجارب شخصية، لتتحول الندوة إلى جلسة تأمل جماعي في معنى الحياة ومكابداتها.

    ورغم كل الصعاب التي طُرحت بين النقاشات، ظلّت الرسالة المركزية للكاتب واضحة:
    السعادة تُصنع… ولا تُنتظر.
    فهي ليست في الأمس الذي مضى، ولا في الغد الذي لم يأت بعد، وإنما في اللحظة التي نعيشها الآن.