غزة… الهولوكوست الحقيقي على مرأى من العالم وصمت الحكام

  • بتاريخ : يوليو 24, 2025 - 1:07 م
  • الزيارات : 300
  • بقلم: مريم مستور :

    لطالما ادّعت إسرائيل أنها ضحية “الهولوكوست”، وأن عليها حقاً أخلاقياً خاصاً لحماية نفسها بأي ثمن. صنعت من تلك الكارثة رواية مقدسة، ترفعها في وجه كل من ينتقد جرائمها، وابتزّت بها ضمير العالم، رغم أن معظم شعوب الأرض لم ترَ ذلك الحدث لا صوتًا ولا صورة.

    لكن في غزة، اليوم، يحدث الهولوكوست الحقيقي، بالصوت والصورة، أمام أعين البشرية، في بث مباشر يومي. أطفال تموت جوعًا، أمهات يشربن ماءً ملوثًا، شيوخ يبحثون عن عشب أو علف لسد رمقهم، وجثث تُنقل على ظهور الحمير لأن سيارات الإسعاف دُمّرت.

    لا يكفي الاحتلال في حصار غزة، فحتى مصر، للأسف، تساهم في خنقها. معبر رفح مغلق، شاحنات الطعام والمساعدات متكدسة خلف الحواجز، تنتظر أمراً أميركياً واحداً “افتح ياسمسم “وكأن الفلسطينيين قطيع بيد جني المصباح الأميركي.
    منذ متى أصبحت الكرامة العربية رهينة قرار من البيت الأبيض؟

    هل يحتاج الخبز إلى ضوء أخضر؟
    هل الماء ينتظر الإذن بالعبور؟ أم أن الأمر أبسط: قررت بعض الأنظمة العربية أن لا تنصر غزة، حتى لو ماتت كلها؟

    في المغرب، وكل الدول المغاربية والعربية وفي مدن أوروبا،وامريكا وكل دول العالم ، تخرج الشعوب تهتف لغزة، ترفع صور الجوعى، وتجمع التبرعات، في حين تجلس الأنظمة في صمت مخزٍ، كأنما اختارت أن تضع أصابعها في آذانها، وتغلق عينيها، وتمضي في صفقات التطبيع.

    أين “العروبة”؟ أين “الكرامة”؟ أم أن هذه المصطلحات انتهت صلاحيتها.
    هولوكوست غزة… وصمة في جبين العالم.

    ما يجري الآن في غزة ليس مجرد مجاعة أو أزمة إنسانية، بل إبادة جماعية بكل المعايير. ولا يهم ما تقوله إسرائيل أو تزعمه عن “حق الدفاع عن النفس”، فالمشهد واضح: شعب يُجَوَّع، ويُقصف، ويُمنع عنه الدواء والماء والطعام، وسط صمت رسمي، وتواطؤ عالمي.

    الفرق الوحيد بين “الهولوكوست” الذي تتحدث عنه إسرائيل، و”الهولوكوست” الذي تفعله في غزة، أن الأول لا نعرفه إلا من كتب التاريخ، أما الثاني فنراه كل يوم، ونسمعه في أنين الأمهات، وصراخ الأطفال، ونداءات رجال الإنقاذ والصحافة الحرة من تحت الأنقاض.

    غزة اليوم لا تموت فقط، بل تكشف عورات العالم. تفضح ازدواجية المعايير، وعقم الشعارات، وخيانة الأنظمة. لكن ما زال فيها من يُقاوم، من يحفر نفقًا تحت الموت، ومن يقول: “نحن هنا… لم نمت بعد”.

    ولأن غزة لم تركع، فهي ستنتصر.
    لكننا، كعرب، إن لم نستفق الآن، فلن يكون لنا مكان حين تُكتب صفحة النصر.

    غزة_تحت_القصف
    افتحوا_معبر_رفح
    الهولوكوست_الحقيقي
    غزة تجوع
    صوت الشعوب أعلى.