عرض كتاب “العمارة الإسبانية في تطوان” بكلية الهندسة المعمارية في كاتالونيا ببرشلونة:

  • بتاريخ : أكتوبر 28, 2025 - 6:38 م
  • الزيارات : 391
  •    جسر جديد في الحوار الثقافي المغربي الإسباني.

    بقلم:مريم مستور :

    شهدت كلية الهندسة المعمارية بكتالونيا بمدينة برشلونة يوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 لقاءً علميًا مميزًا تم خلاله تقديم كتاب جديد يعيد قراءة جزء مهم من التاريخ المعماري المشترك بين المغرب وإسبانيا، تحت عنوان:
    «العمارة الإسبانية في تطوان: قراءة في الإرث الحضاري المشترك»، لمؤلفه الدكتور مصطفى اقلعي ناصر، أستاذ التاريخ العمراني ومدير المدرسة العليا للمهن المعمارية والبناء بالجامعة الخاصة بفاس.

    الكتاب، الصادر حديثًا، يشكّل ثمرة سنوات طويلة من البحث الميداني والدراسة الأكاديمية الدقيقة، إذ يعيد تسليط الضوء على تجربة عمرانية إسبانية فريدة في مدينة تطوان، امتدت على مدى خمسةٍ وتسعين عامًا، كانت خلالها المدينة مسرحًا لتفاعل حضاري عميق بين الشرق والغرب، بين الأصالة المغربية والتأثير الإسباني.

    وفي هذا العمل، يسعى المؤلف إلى “هدم جدار الصمت” الذي طال هذا الجانب من التاريخ المشترك، مبرزًا كيف غُيِّب الإرث الإسباني في تطوان من معظم الكتابات التاريخية المغربية والعربية والفرنسية، رغم كونه يمثل جزءًا أصيلاً من الذاكرة الحضرية والإنسانية للمدينة. وقد اعتمد الكاتب منهجًا متعدّد التخصصات جمع بين تاريخ المدن والعمارة، والأنثروبولوجيا، والسوسيولوجيا الحضرية، والدراسات الثقافية، ليقدّم قراءة جديدة في فهم علاقة المكان بالإنسان والهوية.

    حضر هذا اللقاء نخبة من المثقفين والباحثين الإسبان والمغاربة، إلى جانب ممثلين عن هيئات ثقافية وجامعية، حيث أكّد المتدخلون على أهمية هذا العمل الأكاديمي في إعادة بناء الوعي بالتراث المشترك، وضرورة إدراج مثل هذه الأبحاث في مسارات التعاون الثقافي بين البلدين.

    وفي كلمته بالمناسبة، عبّر المؤلف عن امتنانه للحضور، مشيرًا إلى أن “تطوان لم تكن مجرد مدينة استعمارية سابقة، بل فضاءً للحوار والإبداع المشترك بين معمار مغربي مبدع ورؤية أوروبية حديثة”، مضيفًا أن هذا الكتاب “ليس خاتمة بحث، بل دعوة مفتوحة إلى الباحثين لمواصلة التنقيب في ذاكرة المدن المغربية التي حملت في ملامحها لغة التعدد واللقاء”.

    اختُتم اللقاء بنقاش مفتوح حول سبل تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي بين الجامعات المغربية والإسبانية، وبالدعوة إلى تنظيم معارض مشتركة حول التراث المعماري المشترك في ضفتي المتوسط.