إلغاء المرحلة الأخيرة من طواف إسبانيا يثير عاصفة سياسية بين الحكومة والمعارضة

  • بتاريخ : سبتمبر 14, 2025 - 9:00 م
  • الزيارات : 288
  • بقلم:مريم مستور:

    _ شهدت الساحة السياسية الإسبانية توترًا حادًا عقب إلغاء المرحلة الأخيرة من طواف إسبانيا (La Vuelta)، وذلك إثر احتجاجات مؤيدة للشعب الفلسطيني اخترقت جزءًا من مسار السباق في قلب العاصمة مدريد، ما دفع الشرطة والجهات المنظمة إلى اتخاذ قرار بوقف السباق حفاظًا على سلامة المشاركين والجمهور.

    الحدث الذي تابعته ملايين المشاهدين حول العالم تحول إلى ملف سياسي ساخن، حيث تبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات حول المسؤولية عما جرى، في وقت أثار القرار غضبًا رسميًا في إسرائيل.

    _زعيم الحزب الشعبي (PP)، ألبرتو نونيث فيخو، كان أول من صعّد الهجوم على الحكومة، متهمًا إياها بالمسؤولية المباشرة عن فشل تنظيم المرحلة الختامية للطواف. وقال في بيان نشره على منصة X:

    “الحكومة سمحت وشجعت على عدم إتمام طواف إسبانيا، وقد جعلت إسبانيا أضحوكة أمام العالم بشكل متلفز.”

    وأضاف فيخو أن رئيس الحكومة، بيدرو سانشيث، “فخور بسلوك مجموعة قليلة ألقت الحواجز على الشرطة الوطنية”، معتبرًا أن ذلك دليل على “دعم حكومي للفوضى والعنف”.

    من جانبها، اتهمت رئيسة حكومة إقليم مدريد، إيزابيل دياز أيوسو، سانشيث بـ”تشجيع المقاطعة” ضد الطواف، مؤكدة أنه يتحمل “المسؤولية المباشرة عن الأحداث”.

    أما عمدة مدريد، خوسيه لويس مارتينيث-ألميدا، فذهب أبعد من ذلك، مؤكدًا أن “العنف هزم الرياضة”، وحمّل سانشيث المسؤولية عن ذلك، قائلاً:

    “تصريحاته غير المسؤولة حرضت المتظاهرين، واليوم يحتفل بما جرى وكأنه انتصار.”

    _في المقابل، دافعت الحكومة الإسبانية وعدد من الوزراء عن الحق في التظاهر، واعتبروا أن ما حدث يعكس “كرامة الشعب الإسباني” في مواجهة ما وصفوه بـ”الإبادة في غزة”.

    وقالت نائبة رئيس الحكومة ووزيرة العمل، يولاندا دياز، إن الشعب الإسباني “يمثل مثالاً للكرامة” برفضه تطبيع الإبادة عبر الأحداث الرياضية والثقافية، مضيفة:

    “إسرائيل يجب ألا تشارك في أي حدث على الإطلاق.”

    بدوره، صرّح وزير التحول الرقمي والوظيفة العامة، أوسكار لوبيث، أنه يشعر بالحزن لإلغاء المرحلة الأخيرة من الطواف، لكنه أكد أن حزنه الأكبر هو على “مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يتعرضون للمجازر”، مشددًا على أن:

    “تظاهر سكان مدريد ضد الإبادة لا يسيء لصورة إسبانيا، بل يعكس رقي المجتمع الإسباني.”

    أما وزيرة الصحة وزعيمة حزب “ماس مدريد”، مونيكا غارسيا، فقد اعتبرت أن بلادها عادت لتكون “منارة عالمية في الدفاع عن حقوق الإنسان”، مشيرة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن:

    “شعب مدريد أوقف بشكل سلمي منافسة رياضية كان يُراد استخدامها لتلميع صورة الإبادة.”

    في المقابل، هاجمت وزيرة التعليم، بيلار أليغريا، تصريحات فيخو، واعتبرت أنها “تبيّض وجه إسرائيل”، قائلة:

    “قتل أكثر من 65 ألف شخص، معظمهم من المدنيين الفلسطينيين، جريمة لن تُمحى من التاريخ، وهذه الرسالة المشينة ستطارده طوال حياته.”

    ردود الفعل لم تقتصر على الداخل الإسباني، فقد عبّر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعار، عن غضبه، متهمًا سانشيث وحكومته بتحريض التظاهرات التي تسببت في تعطيل السباق.
    وكتب على منصة X:

    “سانشيث وحكومته: عار على إسبانيا!”

    إن إلغاء المرحلة الأخيرة من طواف إسبانيا لم يعد مجرد قضية رياضية، بل تحول إلى معركة سياسية ودبلوماسية، إذ يتوقع أن تتواصل تداعياته خلال الأيام المقبلة، سواء على صعيد العلاقة المتوترة بين مدريد وتل أبيب، أو على الساحة السياسية الداخلية، حيث تسعى المعارضة لاستغلال الحدث لإضعاف حكومة سانشيث، بينما تصر الحكومة على موقفها الداعم لحقوق الفلسطينيين.