إحراق متعمد لكنيسة إل بوزويلو في غرناطة يثير موجة استنكار وتضامن واسع

  • بتاريخ : أغسطس 17, 2025 - 10:37 م
  • الزيارات : 195
  • بقلم: مريم مستور:

    شهدت بلدة إل بوزويلو، التابعة لبلدية ألبونول في إقليم غرناطة الإسباني، يوم الأحد 17 أغسطس 2025، حادثًا خطيرًا تمثل في إضرام النار عمدًا بكنيسة سانتياغو أبوسطول من طرف شاب أجنبي الجنسية، حيث ألحق أضرارًا جسيمة بالمعبد بعد أن اقتحم المكان وأغلق على نفسه بداخله، ثم أضرم النيران مما تسبب في تدمير جزء مهم من الكنيسة.

    وقع الحريق حوالي الساعة الثالثة عصرًا، لتتدخل قوات الحرس المدني التي طوقت المنطقة بسرعة، بينما هرعت فرق الإطفاء من مدينة موتريل للسيطرة على ألسنة اللهب. ورغم الجهود، فقد تعرضت الكنيسة لخسائر مادية كبيرة، فيما أُصيب بعض الأشخاص بجروح طفيفة أثناء محاولتهم منع المعتدي من إحداث المزيد من التخريب.

    وقد حضر إلى عين المكان رئيس أساقفة غرناطة، حيث شارك رفقة مجموعة من المصلين في الصلاة على أبواب الكنيسة، معبّرًا عن التضامن مع الرعية المتضررة.

    وفي بيان رسمي، أعربت أبرشية غرناطة عن “إدانتها الشديدة” للحادث، معتبرة إياه اعتداءً خطيرًا ليس فقط على المبنى المادي بل على “قدسية العبادة المسيحية والمشاعر الدينية لمؤمني القرية”.

    كما تقدمت المطرانية بشكرها لرجال الأمن والإطفاء، وللمؤسسات المدنية والرعايا التي أبدت استعدادها لتقديم المساعدة لإصلاح ما خلفه الاعتداء.
    ودعت المؤمنين إلى “الصلاة من أجل السلام والوئام بين الجميع”، مؤكدة ضرورة أن تعمل السلطات المختصة على كشف ملابسات الحادث وإنزال العقوبات العادلة بحق الفاعل.

    من جانبها، أعربت بلدية ألبونول وفعاليات من المجتمع المحلي، بما في ذلك ممثلون عن المجتمع الإسلامي في المنطقة وكذلك بكتالونيا، عن إدانتهم الصارمة لما جرى، ودعوا إلى التهدئة والعيش المشترك، مؤكدين أن مثل هذه الأفعال لا تمثل أي ديانة بل تهدد قيم التعايش والسلام.

    ولقد أعلن الحرس المدني فتح تحقيق شامل لمعرفة دوافع الجاني والملابسات التي دفعته إلى ارتكاب هذا الفعل، مؤكدًا أن القضية تُتابع باعتبارها “اعتداءً عمديًا على مكان ديني”.

    _أثار الحادث حالة من الصدمة في الأوساط الدينية والمدنية بإسبانيا، لكنه في الوقت نفسه أظهر تماسك المجتمع المحلي وتضامنه بمختلف مكوناته في مواجهة أعمال العنف والتخريب، والتأكيد مجددًا على قيم التعايش والسلام بين الأديان والثقافات.

    فمثل هذه الحوادث الفردية لا يجب أن تتحول إلى ذريعة لتأجيج الكراهية أو زرع الشقاق بين مكونات المجتمع. على العكس، فهي دعوة لتعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية والمدنية والأمنية، حتى يبقى الوئام والاحترام المتبادل هو القاعدة، وليس الاستثناء.

    إن التعايش في إسبانيا، ثمرة سنوات طويلة من التضحيات والحوار، يظل خطًا أحمر يجب حمايته.
    فكل اعتداء على معبد، كنيسة كان أو مسجدًا أو معبدًا ، هو اعتداء على الضمير الجمعي للمجتمع. ومن ثم، فإن الردّ لا يكون فقط بالقانون، بل أيضًا بتعزيز ثقافة التربية على السلام وقبول الآخر.